فيلم "مروكي في باريس" لسعيد الناصري-د. بوشعيب المسعودي-الدار البيضاء-المغرب
طنجة/الأدبية، الجريدة الثقافية لكل العرب. ملف الصحافة 02/2004. الإيداع القانوني 0024/2004. الترقيم الدولي 8179-1114 

 
متابعات

فيلم "مروكي في باريس" لسعيد الناصري

  ملصق فيلم "مروكي في باريس" لسعيد الناصري    

عرض فيلم "مروكي في باريس" لسعيد الناصري يوم 28 فبراير 2012، قبل خروجه للقاعات السينمائية في الدار البيضاء بسينما إيماكس وسط حشد من المتتبعين من ممثلين ومخرجين ونقاد وممثلي الصحافة المكتوبة والمرئية والمسموعة.

وهو يحكي قصة شاب مغربي سئم العيش في بلاده، ولم يجديه عمله كميكانيكي في المغرب للحصول على العيش الكريم وقرر الهجرة/الحرڭة إلى بلاد المهجر، حيث يقطن أخوه المهندس والمتزوج بفرنسية، والذي يعيش مشاكل أخرى، تكون تمدد مشاكل المغربي المهاجر القانوني أو غير القانوني من مسقط رأسه إلى البلد الذي يؤويه.

واختار سعيد الناصري طاقما مغربيا/فرنسيا كبيرا من ممثلين وتقنيين: جان بير كاستالدي، لور ڭوجي، جان ماري بيڭار، بودير، فرانسيس للان، جوليان كوربي، دانيال إيفونو، محمد قيسي، لافوين....
إن الفيلم عبارة عن كوميديا مدتها الساعة و50 دقيقة، وكما قال سعيد الناصري في تقديمه للفيلم ولطاقم الفيلم قبل العرض، بأنه فيلم بسيط في قصته. بالفعل فالقصة بسيطة وموجهة إلى الجمهور المغربي، "بطريقة سعيد الناصري" الخاصة به.

فبعيدا عن "المشاهد الكوميدية" وعن كليشيات الثقافات المختلطة بين الديانات اليهودية والمسيحية والإسلام واختلاط الجنسيات: أتراك، مغاربة، أفارقة سود، إيطاليون، فرنسيون.... ومشكل الزواج ومشكل الكنيسة...إلى غير ذلك من الكليشيات المرتبطة بالمهاجر، حتى العودة مع السيارة المملؤوة عن آخرها وفوق سقفها بأشلاء وحاجات لا قيمة لها... والتذمر الدائم والمستديم للمهاجر المغربي الذي يدخل إلى بلده، لا يعجبه أي شيء في هذا البلد....
بعيدا عن المخدرات، والإرهاب....
بعيدا عن كل هذه الأشياء فالفيلم ببساطته يثير مشكلا كبيرا و متجدرا في المغرب كله من شماله إلى جنوبه ومن غربه إلى شرقه. إن الفيلم يحكي حكاية كل مغربي عاطل، إنه يحكي حكاية الحلم والوهم المتسلطين على المغربي. وهو حلم ووهم بمعنى الكلمة لا يمثان للحقيقة بشيء. إنها حكاية "الحركة" إلى بلاد "بره" للحصول على العيش الرغيد والحياة الهنية. والفيلم يحكي حكاية الموت في سبيل تحقيق هذا الحلم/الوهم وهو حلم يعشش في ذهن المغاربة كعش العنكبوت ويشلهم عن عمل أي شيء وعن كل شيء: عن التفكير في الحقيقة وعن التفكير في الواقع وعن التفكير في بلدهم. وهذا ما يحكيه الفيلم، ربما سعيد الناصري تجاوز التكلم عن الموت، موت القوارب الذي يذهب بجملة من شبابنا كل يوم من الذين يبحثون عن البديل...ولكنه يحكي عن ما يدور وما يجري في ذاكرة وفي تفكير كل مغربي لا يجد عملا ولا توفر له بلاده أي شغل. صحيح إنه يتهم المغرب "مابقى مايدار ماكاين مايدار في هذا المغرب" ولكنه عندما يبتعد عن البلد يحس بمرارة العيش ويحس بفقدان شيء كبير مهم: إنه فقد بلاده وفقد هويته. ولكن للأسف فوطنيتنا وهويتنا نفقدها كل يوم، فنحن لا نعتز بوطننا ولا نحب بلادنا ولا نعشقها، بل نهينها قبل أن تهيننا ونتبرأ منها قبل أن تتبرأ منا. فكل مغربي لم يسافر قط يريد أن يرحل عن بلاده، المغرب. وكل مغربي عاش حقبة من الزمن في بلاد المهجر لا يريد الرجوع إلى بلاده. وعندما يرجع يردد ما يردده الكثيرون " آش كندير أنا في هذا البلاد؟".

وهذا ما بين بساطة في هذا الفيلم الذي لعب فيه مجموعة من كبار الممثلين، بطريقة أو بأخرى، ولكننا لا يمكن أن ننقص من بطولتهم ومن شهرتهم. وبلباقته الكبيرة و المعهودة جمع سعيد الناصري هذا الكم الهائل من الممثلين ولو بأدوار بسيطة قد لا تبدي القيمة الحقيقية لهؤلاء الممثلين.
إنه فيلم مغربي، ينقصه ما ينقصه، ولكنه أثار مشكلا قديما/حديثا، يجب التنويه به.



 
  د. بوشعيب المسعودي-الدار البيضاء-المغرب (2012-03-02)
Partager

تعليقات:
أضف تعليقك :
*الإسم :
*البلد :
البريد الإلكتروني :
*تعليق
:
 
 
الخانات * إجبارية
 
   
   
مواضيع ذات صلة

فيلم

متابعات  |   ناصية القول  |   مقالات  |   سينما  |   تشكيل  |   مسرح  |   موسيقى  |   كاريكاتير  |   قصة/نصوص  |   شعر 
  زجل  |   إصدارات  |   إتصل بنا   |   PDF   |   الفهرس

2009 © جميع الحقوق محفوظة - طنجة الأدبية
Conception : Linam Solution Partenaire : chafona, sahafat-alyawm, cinephilia